وزير الداخلية الإسباني يطلب من المغرب "أقصى تعاون ممكن" لمواجهة الاقتحام الجماعي المرتقب لسبتة وسط مخاوف من انتقال الأمر إلى مليلية
طلب وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، من السلطات المغربية "أقصى تعاون ممكن"، أمام احتمال وقوع هجوم جماعي للمهاجرين غير النظاميين على مدينة سبتة، يوم غد الأحد، وسط مخاوف من تزامن العملية مع أخرى مماثلة في مدينة مليلية، والتي بدأت تنتشر الدعات بشأنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ونقلت صحيفة "أوكي دياريو" الإسبانية عن مصادر في وزارة الداخلية، أن الوزير غراندي مارلاسكا وجه طلبا إلى المغرب من أجل تشديد المراقبة على المنافذ المؤدية إلى مدينة سبتة، في ظل تزايد التحذيرات من القيام بعملية جماعية للهجرة غير النظامية يوم 15 شتنبر 2024، والتي انتشرت الدعوة طيلة الأيام الماضية، قبل أن تمتد إلى مليلية أيضا.
ووفق ما أورده المصدر نفسه عن مسؤولين في الأمن الإسباني، فإنه "لا يمكن التصدي لعبور جماعي نحو سبتة بالوسائل البشرية والتقنية المتاحة للحرس المدني والشرطة الوطنية" في المدينة الخاضعة لحكم ذاتي، مضيفة أنه إذا تجمع مئات الأشخاص في الماء، سيكون من المستحيل حماية سلامة الجميع.
وعلى هذا الأساس طلب الوزير الإسباني من السلطات الغربية "أقصى تعاون ممكن"، لتأمين حوالي كيلومتر من الساحل الذي يربط بين مشارف مدينة الفنيدق والحدود مع سبتة الخاضعة لسُلطة إسبانية والتي تطالب الرباط باستعادة السيادة عليا، وأكد المغرب أنه سيتم تعزيز القوات والمعدات في المنطقة، بما في ذلك الوحدات البحرية.
ولم تعد السلطات الإسبانية تخشى من تكرار سيناريو أزمة الهجرة غير النظامية في ماي من سنة 2021، إبان الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، لكنها أيضا قلقة من أن تكون المحاولة أكبر بسبب انتشار الدعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ثم ظهور تحريضات أخرى على القيام بالشيء نفسه على حدود مليلية التي يتشابه وضعها السياسي والأمني مع سبتة.
من جهته، أعرب رئيس الحكومة المحلية في سبتة، خوان خيسوس فيفاس، أنه "يثق بشكل كامل في أن تلك التحذيرات لن تتحق"، معبرا عن "ثقته التامة" في قوات الأمن، وهي رسالة طمأنة لسكان المدينة الذين يترقبون بقلق يوم غد الأحد، مذكرا إياهم أيضا بالمجهودات المغربية التي فضلت إلى اعتقال 60 شخصا لتورطهم في نشر تلك الشائعات.
وأورد فيفاس أن هذا الوضع يعكس "التحديات المستمرة التي تواجهها الحدود الجنوبية لإسبانيا وأوروبا في إفريقيا، والتي تتطلب اهتمامًا خاصًا بسبب الضغط المستمر للهجرة"، موردا أن قوات الأمن في سبتة في "حالة تأهب دائمة" وتقوم بعمل "رائع" رغم الظروف الصعبة، يخلص إلى أن ضغط الهجرة هو "نتيجة للفوارق الاقتصادية الكبيرة بين الجانبين، ما يدفع الكثير من الأشخاص اليائسين إلى المخاطرة بحياتهم بحثًا عن فرص أفضل" وفق تعبير السياسي المنتمي للحزب الشعبي اليميني.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :